الجمعة 31 تشرين أول , 2025 03:54

ترامب يوجّه البنتاغون لاستئناف التجارب النووية

ترامب يطلب زيادة التجارب النووية

في خطوةٍ تحمل أبعاداً خطيرة على الاستقرار العالمي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيهه للبنتاغون ببدء اختبارات نووية فورية، مبرراً قراره برغبة واشنطن في "مجاراة" روسيا والصين في مجال التسلح النووي. وجاء الإعلان قبيل لقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، ما أضفى على القرار طابعاً سياسياً ضاغطاً وسط مساعٍ لإنهاء الحرب التجارية بين البلدين. وبينما لم تُجرِ الولايات المتحدة أي اختبار نووي تفجيري منذ عام 1992، اعتبرت بكين الخطوة تهديداً لمعاهدة حظر الانتشار النووي، في حين ردّت موسكو بإبراز تجاربها الأخيرة لصواريخ "بوريفيستنيك" و"بوسيدون" النووية. ونشرت صحيفة "ذا غارديان" مقالاً حول الموضوع ترجمه موقع الخنادق الإلكتروني.

النص المترجم:

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليماته إلى وزارة الدفاع (البنتاغون) بالبدء الفوري في إجراء اختبارات للأسلحة النووية، بهدف مجاراة القوى النووية الأخرى، وعلى رأسها روسيا والصين.

وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال": "بسبب برامج الاختبار التي تنفذها دول أخرى، وجّهتُ وزارة الحرب لبدء اختبار أسلحتنا النووية على أساس المساواة. وستبدأ العملية فوراً".

وجاء هذا المنشور قبل أقل من ساعة من لقاء ترامب بالرئيس الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية صباح الخميس، في محاولة للتوصل إلى هدنة في الحرب التجارية الدائرة بين البلدين، وهو أول لقاء بينهما منذ عام 2019.

يُذكر أن الولايات المتحدة أجرت آخر اختبار نووي كامل عام 1992، كما أنّ روسيا والصين لم تُعرف عنهما اختبارات مماثلة منذ تلك الفترة. غير أن تعبير ترامب عن "الاختبار على أساس المساواة" أثار الغموض بشأن طبيعة الاختبارات التي يقصدها، وما إذا كانت تشمل استعراضات قوة كتلك التي أجرتها موسكو مؤخراً.

ومنذ عام 1998، لم تُجرِ أي دولة – باستثناء كوريا الشمالية – اختباراً نووياً تفجيرياً كاملاً. ومع ذلك، تواصل الدول النووية، ومنها الولايات المتحدة، تنفيذ تجارب محاكاة عبر الحواسيب العملاقة، إلى جانب اختبارات تتعلق بفيزياء السلاح النووي، وتجارب على آليات الرؤوس الحربية، وصواريخ قادرة على حملها.

ولم يصدر تعليق فوري من وزارة الدفاع الأميركية حول إعلان ترامب.

وخلال حديثه على متن طائرة الرئاسة "إير فورس وان" عقب لقائه شي، قال ترامب إنه "يرغب في رؤية نزع السلاح النووي"، مضيفاً أن بلاده "تجري محادثات مع روسيا حول ذلك"، وتابع: "وستُضاف الصين إلى تلك المحادثات إذا أقدمنا على خطوة ما"، دون تقديم تفاصيل إضافية.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي إن بكين تأمل أن تلتزم الولايات المتحدة بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وأن تتخذ خطوات تساهم في إحلال السلام الإقليمي "بدلاً من العكس"، مؤكدة أن "الصين ما زالت ملتزمة بنهج التنمية السلمية وبسياسات دفاعية ودبلوماسية ودّية".

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد أن بلاده اختبرت بنجاح صاروخ "بوريفيستنيك" المجنّح العامل بالطاقة النووية، والقادر على حمل رأس نووي، واصفاً ذلك بأنه جزء من جهود "ضمان الأمن القومي الروسي". ترامب وصف إعلان بوتين لاحقاً بأنه "غير لائق"، في حين أكد المساعد المقرب من بوتين، سيرغي ريابكوف، أن موسكو أبلغت واشنطن مسبقاً بشأن التجربة.

وتأتي هذه التجارب في وقت تصعّد فيه موسكو خطابها النووي وتتعثر فيه المحادثات الأميركية-الروسية على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وفي اليوم التالي، أعلن بوتين أيضاً عن اختبار طوربيد "بوسيدون" العامل بالطاقة النووية، والذي يقول خبراء عسكريون إنه قادر على تدمير المناطق الساحلية عبر تفجير نووي تحت الماء يولّد موجات ملوثة إشعاعياً قد تغمر مدناً بأكملها.

ورغم تأكيد ترامب في منشوره أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر عدد من الأسلحة النووية في العالم، إلا أن هذا الادعاء غير صحيح، إذ تشير الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية إلى أن روسيا تتصدر القائمة بـأكثر من 5,500 رأس نووي، مقابل 5,044 رأساً لدى الولايات المتحدة.

آخر اختبار نووي أميركي كامل، المعروف باسم "ديفيدر"، جرى في 23 أيلول/سبتمبر 1992 في موقع نيفادا للأمن القومي. وقد أعلن الرئيس آنذاك جورج بوش الأب وقفاً للاختبارات تحت الأرض، مع احتفاظ الولايات المتحدة بالقدرة التقنية على استئنافها عند الحاجة.

وفي ردٍ على منشور ترامب، كتبت النائبة عن ولاية نيفادا دينا تايتوس على منصة "إكس": "قطعاً لا، سأقدّم مشروع قانون لمنع ذلك".

ورغم التصريحات المتكررة من موسكو وواشنطن بشأن الرغبة في إنهاء سباق التسلح، إلا أن التقدم في هذا الاتجاه لا يزال محدوداً. وانتقد الكرملين مؤخراً مساعي ترامب لبناء درع صاروخي يُعرف باسم "القبة الذهبية"، يزعم أنه سيجعل الولايات المتحدة "منيعة أمام أي هجوم".

وخلال ولايته الأولى، أفادت تقارير أن ترامب سعى إلى زيادة الترسانة النووية الأميركية عشرة أضعاف. وفي تغريدة له في كانون الأول/ديسمبر 2016 كتب: "على الولايات المتحدة أن تعزز وتوسّع قدراتها النووية بشكل كبير إلى أن يعود العالم إلى رشده بشأن الأسلحة النووية".


المصدر: The Guardian

الكاتب: Abené Clayton, Pjotr Sauer and Helen Davidson




روزنامة المحور