يعتبر اللواء الركن يوسف حسن اسماعيل المداني المكنى بـ "أبو حسين" أحد القادة العسكريين والأيديولوجيين الرئيسيين في حركة أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية، فهو الذي شارك وقاد العديد من المعارك والعمليات والحروب منذ مطلع الألفية الثالثة حتى يومنا هذا، وهو الذي لطالما عرفته جبهات القتال في صعدة وجبال مران وصنعاء والحديدة ومأرب، وأخرها وأهمها جبهة الإسناد اليمنية للمقاومة الفلسطينية خلال معركة طوفان الأقصى.
فما هي أبرز المعلومات حول اللواء المداني ومسيرته الجهادية المقاومة؟
_من مواليد العام 1977، وهو ينحدر من أسرة إمامية في قرية أبو دوار بمديرية المحطة بمحافظة حجة، وهو الأوسط بين 10 إخوة.
_في منتصف الثمانينيات، التحق بالمدارس العامة. وبعد فترة قام والده بإرساله مع شقيقه طه إلى صعدة للدراسة الدينية عند المرجع مجد الدين المؤيدي.
وبعد أشهر قليلة، انضم إلى حركة الشباب المؤمن بقيادة السيد حسين الحوثي في جبال مران، وسرعان ما أصبح مقرباً جداً منه وتمكن من الحصول على منصب قيادي داخل الألوية، التي أصبحت فيما بعد النواة الأولى لحركة أنصار الله. وتزعم بعض المصادر أن السيد الحوثي أرسل المداني إلى الجمهورية الإسلامية في إيران عبر سوريا لتلقي تدريب مكثف في معسكرات حرس الثورة الإسلامية، حيث مكث هناك قرابة عام، وبعد عودته زوّجه السيد الحوثي من ابنته قبيل اندلاع حرب صعدة الأولى بأشهر.
_كان من أهم وأبرز القادة العسكريين لحركة أنصار الله خلال حروب العدوان الـ 6 على صعدة خلال حكم علي عبد الله صالح (2004-2009)، فكان السيد عبد الملك تحت قيادة المداني. ويعتبره البعض أنه هو من استطاع إعادة بناء الحركة بعد استشهاد السيد حسين الحوثي.
وكان أيضاً من القادة العسكريين خلال الثورة ضد حكم عبد ربه منصور هادي التي انتصرت في 21 أيلول / سبتمبر 2014، وكان قائد القوات التي اقتحمت دار الرئاسة وحاصرت منزل منصور هادي (الذي فرّ نحو عدن).
__خلال العدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذي بدأ في 25 آذار / مارس 2015، أدرجته السعودية ضمن قائمة الـ40 من "قيادات حركة أنصار الله" المطلوبين لها، ورصدت 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه أو تحديد مكان وجوده.
ويشار الى أنه تولى منذ انتصار الثورة منصب نائب لرئيس اللجنة الأمنية العليا، وبعد استشهاد أخيه طه في كانون الأول / ديسمبر 2015 الذي كان يتولى رئاسة هذه اللجنة في إحدى غارات العدوان الجوي السعودي، تم تعيينه خلفاً له.
_ عينته حركة أنصار الله عام 2017 في منصب قائد المنطقة العسكرية الخامسة والتي تشمل محافظات غرب اليمن، والمناطق الحدودية الشمالية مع السعودية (تضم مسرحا عسكريا يمتد من مديرية ميدي مرورا بالحديدة، وحتى المرتفعات المطلة على باب المندب والمخا غربي محافظة تعز)، فهو الذي كان مسؤولاً عن القوات اليمنية المنتشرة على امتداد شريط الساحل الغربي للبلاد.
_في العام 2021، وفي سياق الشراكة السعودية الأمريكية في العدوان على اليمن بكل الوسائل وخاصةً خلال عملية الهجوم لتحرير مأرب، أدرجه مجلس الأمن الدولي – مع الفريق الغماري - على قائمة العقوبات (بتهمة قيادة القوات التي تنفذ العملية الهجومية)، كما وضعته الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً على ما تُسميه "لائحة الإرهاب".
_في 16/10/2025، بعد الإعلان عن استشهاد الفريق محمد عبد الكريم الغماري بغارة إسرائيلية أمريكية مع نجله حسين وعدد من مرافقيه. أصدر رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن قرارًا بتعيين اللواء الركن يوسف حسن المداني رئيسا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، خلفًا للشهيد الفريق الغماري.
وبعد الإعلان عن تعيينه، أكّد اللواء يوسف المداني في أول بيان له على أن "استشهاد الغماري يزيد اليمن قوة وصلابة في مواجهة الأعداء ونصرة المستضعفين"، مشيراً إلى أن "القوات المسلحة اليمنية فقدت باستشهاده رجلا من أعظم رجالات اليمن الذين بذلوا حياتهم دفاعا عن الأمة والدين والوطن"، ومبينا أن "تلك الجهود تكللت بالشهادة في سبيل الله في أقدس معركة للأمة في مواجهة العدو الصهيوني".
وأكد اللواء المداني أنه سيحمل "المسار الجهادي والعملي الذي رسمه الشهيد الغماري في رئاسة هيئة الأركان العامة وعمده بدمه الطاهر، مع بقية رفاق الشهيد من القادة والأفراد المجاهدين في الميدان عهدا ووعد بالوفاء للشهيد وكل الشهداء"، لافتاً إلى أن "تلك الدماء لن تزيد المنتسبين للمؤسسة العسكرية إلا قوة وصلابة في مواصلة المسار الجهادي والدرب الايماني والعمل الدؤوب جهاداً في سبيل الله ونصرة للمستضعفين، والاستمرار في موقفهم الإيماني والإنساني في إسناد غزة حتى تحقيق النصر بعون الله تعالى".
_تصنّفه وسائل الإعلام السعودية والعربية المموّلة سعودياً، بأنه القائد الميداني الأول في حركة أنصار الله والذراع الأيمن للسيد عبد الملك الحوثي وأنه معلم الشهيد الغماري. كما وُصف بمهندس الحروب وتلميذ قائد قوة القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني وهمزة الوصل بين حركة أنصار الله وحرس الثورة الإسلامية والمقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، وبأنه من تولى مسؤولية التواصل والإشراف على تدريب العناصر إلى جانب استقدام خبراء ومدربين إيرانيين ومن حزب الله إلى اليمن، وبأنه كان المشرف على العمليات اللوجستية للدعم المقدم للقوات المسلحة اليمنية. كما زعم أحد المواقع الخليجية وفقاً لمصادر وصفها بالخاصة له، أن الشهيد القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، هو من وقف خلف تزكية المداني للارتباط بالحاج قاسم سليماني، وأن هذه العلاقة استمرت حتى استشهاد الفريق سليماني مطلع العام 2020 في مطار بغداد الدولي بغارة أمريكية. وادعى هذا الموقع أيضاً، أن الحاج سليماني أرسل العديد من الخبراء العسكريين من خارج اليمن الى منطقة الحديدة للعمل مع القائد المداني في إدارة العمليات العسكرية، سواء ما يتعلق بنقل السلاح والمعدات، أو في التدريب وإدارة العمليات الميدانية البرية والهجمات البحرية، وخاصةً "كتائب المندب"، التي تلقت تدريبات مكثفة في العمليات البحرية والبرية، وتم تسليحها بشكل خاص.
الكاتب: غرفة التحرير