الى جانب الإنجازات العسكرية المهمة التي حققتها الجمهورية الإسلامية في إيران، خلال العدوان الإسرائيلي الأمريكي الأخير عليها. استطاعت أجهزتها الاستخباراتية تحقيق العديد من الإنجازات الأمنية، والتي كشف مسؤول أمني كبير في الجمهورية الإسلامية عن بعضها لموقع الخنادق.
أبرز وأهم الإنجازات الأمنية بحسب مسؤول إيراني كبير
ووفقاً لمسؤول أمني إيراني كبير، حققت جميع أجهزة الاستخبارات في الجمهورية الإسلامية الكثير من الإنجازات التي تُسجّل لها، والتي يُبنى عليها للمرحلة القادمة بكل تأكيد. لأن هذه الإنجازات ستصعّب من عمل الموساد، كونها ستضطره لتغيير الكثير من وسائله وتكتيكاته، كما ستُجبره على ترميم شبكات التجنيد، وهو ما سيكون من الصعب حصوله خلال مدة قصيرة، قد يتخللها جولات تصعيد عسكرية أخرى.
أما أبرز الإنجازات بحسب مسؤول أمني إيراني كبير:
_ اعتقال 700 عميل محلي وأجنبي مع تجهيزاتهم، وإجراء تحقيقات واسعة معهم، مما أدى لحصول أجهزة الاستخبارات الإيرانية على بنك معلوماتي كبير وهائل جراء الاعترافات، وهو ما سيكشف الكثير من أساليب وأنماط عمل الاستخبارات الإسرائيلية (تحديداً الموساد)، والدول التي يستخدمونها كقواعد انطلاق ومرور ودعم، مما يساعد الأجهزة الإيرانية في تنفيذ عمليات أمنية وعسكرية، دفاعية وهجومية ضد الكيان.
_ تم القضاء على العديد من عملاء خلال الاشتباكات مع الأجهزة الأمنية بعد مطارتهم.
سر استهداف سجن إيفين
وفي سياق متّصل، كشف المسؤول الإيراني الكبير للخنادق، أن الاستهداف الإسرائيلي لسجن إيفين القريب من العاصمة طهران، كان بهدف القضاء على 5 عملاء للموساد، بعد فشلها في إقناع مدير السجن "هدايت الله فرزادي" في إطلاق سراحهم.
وقد زعمت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن فرزادي "هرب من السجن قبل دقائق من غارات إسرائيلية، بعد اتفاق بين إسرائيل ونجله". حيث هددت جهات استخبارات إسرائيلية، نجل المدير أمير حسين بشن هجوم وشيك وقتل والده خلال ذلك، إذا لم يقنع الأخير بإطلاق سراح من وصفتهم "فوكس نيوز" بالسجناء السياسيين، فيما هم بالحقيقة 5 عملاء للموساد.
وقد ارتقى في هذا الاعتداء الإسرائيلي أكثر من 71 شهيد، منهم الحراس وكثير منهم هم من المدنيين كعوائل السجناء أو الطاقم الطبي والإداري، أو جيران السجن.
لكن لماذا هذا العدد الكبير من عملاء الموساد في إيران؟
وقد يتبادر الى ذهن الكثيرين، السؤال عن سبب هذا العدد الكبير من عملاء الموساد في إيران؟ وهذا ما يمكن الإجابة عليه بوجود العوامل التالية:
1)عدد السكان الكبير في الجمهورية الإسلامية، من المواطنين واللاجئين من الدول المجاورة وحتى من مواطني الدول الأجنبية (بهدف التعلم أو العمل أو السياحة أو غيره)، والذي يتجاوز الـ 90 مليون نسمة.
2)الحدود الجغرافية الكبيرة لإيران مع العديد من الدول، فعلى الصعيد البري فقط، يبلغ طول حدودها 5440 كم، ويجاورها إقليم كردستان العراق وأذربيجان المعروفان بتعاونهما الوثيق مع إسرائيل.
3)العديد من العملاء الذين تم اعتقالهم وإعدامهم ينتمون إلى جماعات إرهابية ذات طابع سياسي أو عرقي مناهضة للنظام الإسلامي.
4)المساعدة الاستخباراتية الأمريكية عبر وكالة المخابرات المركزية CIA، وهو ما اعترف به رئيس الموساد ديفيد برنياع مؤخراً، حيث قال "أود أن أعرب عن تقديري وتقديري لشريكنا الرئيسي - وكالة المخابرات المركزية - على الأنشطة المشتركة"، مضيفاً بأن الـ CIA "دعمت الموساد وجعلت العملية ممكنة".
5)مساعدة الكثير من الدول للكيان، فبعض العملاء تلقوا تدريبا في دول من بينها جورجيا ونيبال، بترتيب من المخابرات الإسرائيلية.
ورغم التوقف "المؤقت" للصراع العسكري المباشر، تواصل الجمهورية الإسلامية حملتها الواسعة النطاق لإلقاء القبض على عملاء إسرائيل، مما يؤكد عزمها على تفكيك شبكات العملاء وتوجيه ضربات قاسية لاستخبارات كيان الاحتلال.
الكاتب: غرفة التحرير