في قلب المجمع الصناعي العسكري الأميركي، تقف شركة لوكهيد مارتن كواحدة من أضخم منتجي السلاح في العالم، وكمُحرّك خفي خلف كثير من الحروب التي نشهدها. هي ليست مجرد شركة تصنيع عتاد عسكري، بل فاعل رئيسي في كل حرب تدعمها وتمولها واشنطن وبالأخص حروب الكيان الإسرائيلي.
التأسيس
تأسست شركة لوكهيد عام 1912، ثم اندمجت مع شركة مارتن ماريتا عام 1995 لتصبح "لوكهيد مارتن" بصيغتها الحالية. يقع مقرها الرئيسي في بيثيسدا، بولاية ماريلاند الأميركية، غير بعيد عن العاصمة واشنطن، في موقع استراتيجي يضمن بقاءها قريبة من دوائر القرار في البنتاغون والكونغرس.
ماذا تصنع؟
تُعرف لوكهيد بإنتاجها مجموعة ضخمة من الأسلحة، من أبرزها:
مقاتلات "اف 16" و"اف 35" (العمود الفقري لسلاح الجو الإسرائيلي)
صواريخ "هيمارس" و"باتريوت"
أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية
الطائرات بدون طيار والتقنيات الفضائية
تغطي الشركة أكثر من 70% من احتياجات البنتاغون في بعض القطاعات، وتُعد المزوّد الأول ل "إسرائيل" بالسلاح، وخاصة خلال عدوانها على غزة.
دورها في حرب غزة
منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، شحنت الولايات المتحدة، عبر عقود طارئة، آلاف القنابل والصواريخ التي تنتجها لوكهيد مارتن إلى الكيان.
وبحسب تقارير إعلامية وحقوقية، فإن القنابل المستخدمة في مجازر الشجاعية وخان يونس هي من طراز "جي بي يو" التي تنتجها الشركة. وقد وثّقت المنظمات الدولية أن العديد من الغارات التي أوقعت مجازر بحق المدنيين في غزة كانت باستخدام ذخائر أميركية من تصنيع لوكهيد.
من يدعمها؟
تتلقى لوكهيد مليارات الدولارات من عقود البنتاغون، لكنها أيضاً مدعومة من:
لوبيات السلاح داخل الكونغرس والتي تنفق لوكهيد ملايين الدولارات سنوياً عليها كي تحظى بتأييدها المستمر.
سياسيين أميركيين كبار من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري).
ومجموعات الضغط الصهيونية، التي تروّج لتوسيع الإنفاق العسكري وتوثيق التعاون مع "إسرائيل".
كما أن عدداً من أعضاء مجلس إدارتها يرتبطون بعلاقات مباشرة مع مراكز أبحاث وتوجهات نيو ليبرالية – صهيونية، تدفع باتجاه عسكرة السياسة الأميركية خارجياً.
الربح من دماء الفلسطينيين
كلما اشتدت الحرب، ازدادت عقود الطوارئ الأميركية لتزويد "إسرائيل" بالسلاح وفي الحرب على غزة 2023–2025، حصلت لوكهيد على عقود عاجلة بعشرات ملايين الدولارات لتعويض الذخائر التي استُخدمت لقتل المدنيين والأطفال.
بعبارة أخرى: كل قذيفة تسقط، تعني ربحاً مالياً إضافياً للشركة.
دولة داخل الدولة
تعمل لوكهيد مارتن داخل نظام يشبه
تصنع السلاح
تكتب السياسات الدفاعية
تموّل الحملات الانتخابية
وتؤثر في صناعة القرار الأمني الأميركي
هذا ما يجعلها جزء من آلة الحرب الأميركية المستمرة.
إنتاجها السنوي التقريبي
(حسب تقارير الشركة ووزارة الدفاع الأميركية)
: الطائرات الحربية
"اف 35"
تُنتج حوالي 150 إلى 160 طائرة سنوياً (وتم تسليم أكثر من 980 طائرة حتى عام 2025
"اف 16" فالكون
تُنتج وفق طلبات خاصة
: الصواريخ والقذائف
أكثر من 50,000 صاروخ سنوياً بينها
صواريخ للطائرات المسيّرة
صواريخ مضادة للدروع
صواريخ دقيقة
أنظمة الدفاع الجوي:
"باتريوت" و"ثاد"
تنتج منها العشرات سنوياً حسب العقود
الأنظمة الفضائية والاتصالات العسكرية:
تنتج عشرات الأقمار الصناعية العسكرية كل عام، وتشرف على مشاريع مع وكالة الفضاء الأميركية ووكالة الأمن القومي.
في عام 2023 وحده، بلغت إيرادات لوكهيد مارتن أكثر من 66 مليار دولار، يأتي حوالي 74% منها من وزارة الدفاع الأميركية.
إن استمرار شركة لوكهيد مارتن في تصدير أدوات القتل إلى كيان الاحتلال، أصبح يؤثر على المجتمع الأميركي نفسه، حيث يطرح الرأي العام الأميركي تساؤلات دائمة حول الموضوع لا سيما في الآونة الأخيرة ويبرز استياء واضح من فكرة أن المواطن الأميركي يدفع من ضرائبه ثمن الأسلحة التي تذهب إلى "إسرائيل"، فهل ستستمر الإدارة الأميركية بتقديم دعم غير مشروط للكيان على حساب شعبها الذي يدعي ترامب أنه يسعى لتخفيف ضرائبه!
الكاتب: غرفة التحرير