السبت 17 أيار , 2025 01:11

الشرع الجولاني: واشنطن أقرب له من القدس!!

الشرع ونتنياهو

بعدما توهّم البعض بأن نظام أحمد الشرع الجولاني في سوريا، سيكون أول الداعمين للقضية الفلسطينية ومقاومتها، كونه سبق وأن قال "لن نصل فقط الى دمشق بل إن القدس تنتظرنا"، وأن إجراءاته الأولى التي سارع الى تفعيله ضد بعض فصائل المقاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك تأتي على خلفية علاقتهم الوثيقة بنظام الرئيس بشار الأسد السابق. تؤكّد تصريحات الشرع الجولاني الأخيرة، وما قدّمه من وعود وتعهدات لأمريكا، وقيامه من إجراءات اعتقال لقياديين فلسطينيَين في "هيئة تحرير الشام"، وقبلها اعتقال مقاومين فلسطينيين تابعين لحركة الجهاد الإسلامي بزعم "علاقتهم بالجمهورية الإسلامية في إيران"، بأن أمر دونالد ترامب له منذ أيام بترحيل المقاومين الفلسطينيين الذين تصنفهم الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم "إرهابيبن"، بات في طور التنفيذ، بأسرع وأكثر مما تتخيله وتطلبه واشنطن.

الفلسطيني شامل الغزي الى جانب الجولاني

فالسلطة السورية الجديدة قامت منذ أيام باعتقال اثنين من قيادات "هيئة تحرير الشام" الفلسطينيين، هما شامل الغزي والزبير الغزي. وهذا ما يشير الى أنها بدأت تنفيذ "نصائح ترامب" للجولاني التي كشفتهم الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في تغريدة على موقع اكس:

1)التوقيع على اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل.

2)مطالبة جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا.

3)ترحيل "الإرهابيين" الفلسطينيين.

4)مساعدة الولايات المتحدة على منع عودة داعش.

5)تحمل مسؤولية مراكز احتجاز داعش في شمال شرق سوريا.

وذكرت ليفيت بأن الجولاني ردّ بشكر "ترامب وولي العهد السعودي والرئيس أردوغان على جهودهم في تنظيم الاجتماع، وأقرّ بالفرصة المهمة التي أتاحها انسحاب الإيرانيين من سوريا، بالإضافة إلى المصالح الأمريكية السورية المشتركة في مكافحة الإرهاب والقضاء على الأسلحة الكيميائية. وأكد الرئيس الشرع التزامه بفك الارتباط مع إسرائيل عام 1974. وأن اختتم الرئيس الشرع كلمته معربًا عن أمله في أن تكون سوريا حلقة وصل أساسية في تسهيل التجارة بين الشرق والغرب، ودعا الشركات الأمريكية إلى الاستثمار في النفط والغاز السوريين".

 

خطوات الشرع الجولاني السابقة بحق المقاومة الفلسطينية

ومنذ ما بعد 7 كانون الأول / ديسمبر 2024، قامت السلطة التابعة للجولاني بتنفيذ العديد من الخطوات ضد المقاومة الفلسطينية مثل:

_اعتقال القياديان في حركة الجهاد الإسلامي خالد خالد (مسؤول الحركة في سوريا) وياسر الزفري (مسؤول لجنتها التنظيمية). وقالت سرايا القدس في بيان لها أن القياديان "محتجزان لدى السلطات السورية منذ خمسة أيام، دون أن تقدم السلطات أي "توضيح عن أسباب الاعتقال وبطريقة لم نكن نتمنى أن نراها من إخوة"، داعية إلى "الإفراج" عنهما.

وهذا ما دفع بالباحث السياسي الفلسطيني سعيد زياد الة وصفه بأنه: "يمثل خيانة للدم الفلسطيني ومبادئ الثورة التي بنى النظام نفسه عليها"، مضيفاً بأنه "بهذا يضع النظام نفسه في صف الخيانة العربية الطويل".

 

_بعد طلب الإدارة الأمريكية من الشرع "إصدار إعلان رسمي عام يحظر جميع الميليشيات والأنشطة السياسية الفلسطينية وطرد أعضائها، لتخفيف المخاوف الإسرائيلية". جاء الرد السوري - كما كشفت وكالة رويترز - بأن الرئيس الانتقالي الشرع شكل لجنة " لمراقبة أنشطة الفصائل الفلسطينية"، وأنه لن يُسمح للفصائل المسلحة خارج سيطرة الدولة بالعمل. ما يعني بأن سوريا لن تبقى عمق المقاومة الفلسطينية الاستراتيجي كما كانت في السابق.

_مع الأيام الأولى لتسلم الشرع السلطة، قامت إدارة العمليات العسكرية بسحب السلاح من فصائل المقاومة وطلبت تسليم القواعد العسكرية للفصائل خارج المخيمات الفلسطينية في سوريا، وسمحت ببقاء مكاتب الفصائل داخل المخيمات "مفتوحة بوجود أسلحة فردية فقط، إلى حين تنظيم أوضاعها القانونية!!!".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور