الثلاثاء 14 تشرين أول , 2025 02:22

طوفان الأحرار: حين فشلت آلة العدوان وانتصرت المقاومة

الأسرى الفلسطينيون المحرّرون

أكّدت عملية تبادل الأسرى "طوفان الأحرار"، ما بين المقاومة الفلسطينية والكيان المؤقت، بأنه لا يمكن تحرير الأسرى الموجودين في المعتقلات الإسرائيلية إلا بالتبادل. فعملية تبادل الأسرى في 13/10/2025، أثبتت فشل عدوان حكومة كيان الاحتلال على قطاع غزة، في تحقيق هدف إطلاق سراح أسراه دون أي تبادل، وفرضت عليه أيضاً تحرير مئات الأسرى من بينهم أصحاب مؤبدات وأسرى كانت ترفض تحريرهم في صفقات تبادل سابقة، ومن بينهم أيضاً أسرى عملية الهروب من سجن جلبوع وفي مقدمتهم قائد العملية محمود العارضة.

وبدأت عملية التبادل بالإفراج عن 20 من الأسرى الإسرائيليين الذين يعتقد بأنهم هم فقط الأحياء من أصل 48 أسيرا لا يزالون في غزة. وفي المقابل قام الاحتلال بتحرير 250 أسيرا، بينهم 192 أسيرا محكوم عليهم بالسجن المؤبد، و25 من ذوي الأحكام العالية، و32 موقوفا، و1718 أسيرا من قطاع غزة اعتقلوا بعد 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023، مع الإشارة الى تم إبعاد 154 أسيرا من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية الى خارج فلسطين المحتلة.

محمود عيسى: الأسير المحرّر الذي حاول تحرير أحمد ياسين

ومن أبرز الأسرى الفلسطينيين المحرّرين، محمود عيسى (57 عاماً)، الذي يعدّ أحد رموز الصمود الأسطوري ومن أصحاب المؤبدات. فهو محكوم بالسجن المؤبد 3 مرات و49 عاما وجاء إطلاق سراحه بعد رحلة معاناة في السجن لأكثر من 3 عقود من بينها نحو 15 عاما في العزل الانفرادي.

أمّا السبب وراء اعتقال عيسى والحكم عليه بالأسر لهذه المدة، فهو لأنه قاد في العام 1992 واحدة من أشهر عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية، التي أسفرت عن اختطاف ضابط إسرائيلي "نسيم توليدانو"، بهدف مقايضته بالإفراج عن مؤسس حركة حماس الشهيد الشيخ أحمد ياسين (الذي كان أسيراً في حينه). لكن كيان الاحتلال رفض المقايضة، ونفذت قواته في حزيران / يونيو 1993 (أي بعد 6 أشهر من المطاردات)، عملية قتلت فيها الضابط واعتقلت محمود ورفاقه الأعضاء بكتائب الشهيد عز الدين القسام، ثم أصدرت بحقه أحكاما بالسجن المؤبد 3 مرات و49 عاما. أما المقاومة فاستطاعت تحريره بعد أسره لأكثر من 32 عاما في السجون الإسرائيلية (لكن تم إبعاده إلى مصر)، مع الإشارة إلى أن الكيان رفض الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار (صفقة تبادل الأسرى عام 2011).

حماس: فرحة التحرير رغم الألم هي تعبير عن قوّة وصلابة الشعب الفلسطيني

وفي بيانها حول عملية تبادل الأسرى، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنَّ تحرير الأسرى ضمن صفقة طوفان الأحرار"يمثّل إنجازا وطنيا تاريخيا، ويُعدّ محطة وطنية مضيئة في مسيرة نضالنا المتواصل نحو الحرية والتحرير"، مباركةً "للأسرى المحررين، ولذويهم الصابرين، ولجماهير شعبنا الفلسطيني الأبي، إنجاز تحريرهم من سجون الاحتلال، مضيفةً بأن تحرير الأسرى "جسَّد وحدة شعبنا، وأكّد أنَّ مقاومته وتمسّكه بأرضه وحقوقه الوطنية هما السبيل لتحرير الأرض، وتحقيق العودة، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة"، ومشدّدة على أن "فرحة أهالي الأسرى المحرَّرين العارمة في غزّة العزّة وضفّة الإباء تملأ القلوب وتغمر البيوت والساحات، رغم الألم وقسوة الجراح، وهي تعبير عن قوّة وصلابة شعبنا التي لا تكسرها جرائم العدو"، وأنه "لا يمكن لمجرم الحرب نتنياهو وعصابته أن ينتزعوا فرحة شعبنا بإنجاز المقاومة في طوفان الأحرار".

أما فيما يتعلق بجرائم الاحتلال بحق الأسرى، فقالت حماس بأن الأسرى المحررين كشفوا "عما تعرّضوا له من أبشع صور التعذيب النفسي والجسدي على مدار عامين كاملين، في مشهد يجسّد أقسى صور السادية والفاشية في العصر الحديث"، مؤكّدةً بأن "هذه الجرائم الممنهجة بحقّ الأسرى تضع المؤسسات الحقوقية والإنسانية حول العالم أمام مسؤولياتها في التحرّك العاجل لوقف انتهاكات الاحتلال وضمان حريتهم"، فيما كشفت في المقابل بأنه تعاملت مع الأسرة الإسرائيليين "وفق قيمها الإسلامية والوطنية والحضارية، فحافظت على حياتهم رغم المخاطر، في حين يُمعن جيش الاحتلال المجرم يوميا في إذلال وتعذيب أسرانا الأبطال في سجونه".

النخالة: بسالة المقاومين وراء هذا الإنجاز

من جهته أكّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، بأن ما تم تحقيقه من عملية تحرير للأسرى لم يكن ليتم لولا رجال المقاومة وبسالة المقاتلين في الميدان. مضيفاً بأنه كان هناك أمل بأن تكون النتائج أفضل، ولكن "شعبنا ليس بعيدا عن إدراك موازين القوى والعوامل الكثيرة التي أحاطت بشعبنا في غزة على وجه الخصوص". مؤكداً على أن رايات المقاومة عالية ولم تُكسر، وأن "شعبنا بقي عزيزا كريما متمسكا بمقاومته، ولن يسقط هدف التحرير".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور