استهدفت القوة الجو فضائية في حرس الثورة الإسلامية ضمن عملية الوعد الصادق 3 معسكر تِسبوريت Tsiporit Industrial Zone. في هجومٍ غير مسبوق على عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة. ويُعدّ هذا المعسكر من المرافق اللوجستية والفنية ذات الأهمية العالية لدى سلاح البر الإسرائيلي، رغم الصمت الإعلامي النسبي حوله.
مشاهد خاصة من داخل معسكر #تسبوريت الإسرائيلي شمالي #فلسطين المحتلة الذي استهدفته القوة الجوفضائية في #حرس_الثورة_الاسلامية بالصواريخ البالستية ضمن عملية الوعد الصادق 3، وكانت الرقابة الإسرائيلية منعت نشر أي مشاهد للمعسكر بعد تدميره.#ايران #اسرائیل #صباح_الخير pic.twitter.com/kCjD05B0xp
— Dr. Mohamad Shamass (@MohamadShamass) July 23, 2025
موقع معسكرِ تسبوريت
يقع شمالي فلسطين المحتلة، في منطقة غابات Zippori، قرب بلدة حوشايا إلى الجنوب الغربي من مدينة الناصرة في الجليل الأسفل، بالقرب من مدينة "نتسيرت عيليت" (الناصرة العليا)، يتمركز على تلة مرتفعة تُشرف على مناطق واسعة من شمالي فلسطين، ما يمنحه ميزة استراتيجية في الرصد والمراقبة. كما يُعد قريباً من عدة قواعد أخرى تشكل ما يسمى بـ "الجدار العسكري الدفاعي الشمالي" الذي أقامته "إسرائيل" على الحدود مع لبنان.
القاعدة تقع بجوار مرافق مدنية مثل: بركة السباحة في حوشايا وقرب قمة هار هوشايا، ما يوضح امتزاج الأهداف العسكرية والمدنية في نفس الحيز.
الموقع: خط العرض 32.76176°N، وخط الطول 35.30256°E، ويظهر بوضوح في خرائط Mapcarta وOpenStreetMap كمنطقة ذات استخدام عسكري داخل منطقة جبلية حرجية.
الوظيفة العسكرية لمعسكر تِسبوريت
رغم غياب تفاصيل رسمية إسرائيلية حول المعسكر، إلا أن تسريبات وتحليلات متقاطعة من صحف عبرية وأجنبية حددت أن تِسبوريت هو مركز لوجستي وفني رئيسي لتجميع وصيانة وتحديث المدرعات. وتحديدًا:
- صيانة وتطوير دبابات ميركافا وناقلات الجنود المدرعة من نوع ناميرا وايتان.
- استخدام القاعدة كموقع لتأهيل المركبات المتضررة في العمليات الميدانية، بما فيها تلك العائدة من غزة أو الضفة الغربية.
- دعم لوجستي للقوات البرية في الشمال، بما في ذلك تجهيز وحدات الاحتياط، توزيع المؤن، الوقود، والإمدادات.
يُعتقد أن القاعدة تضم تعاونًا محدودًا مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية -IMI Systems- لتطوير مكونات وتقنيات على المركبات المدرعة.
-يُستخدم كمركز رئيسي لما يُعرف بـ "الاستخبارات الميدانية الشمالية" في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
- لعب دوراً متقدماً في جمع المعلومات، إدارة الصور الجوية، مراقبة التحركات عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار، وتحليل البيانات الخاصة بجبهة لبنان وسوريا.
-كما يُعتقد أن المعسكر يحتوي على وحدات من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، إلى جانب قسم من الوحدة 8200 المتخصصة بالتنصت والتجسس الإلكتروني، ما يجعله جزءاً من منظومة القيادة والسيطرة العسكرية الإسرائيلية في الشمال.
استهداف المعسكر في الهجوم الإيراني
ضمن الهجوم الواسع الذي نفذته إيران في يونيو 2025 في عملية الوعد الصادق 3، تم استهداف خمسة مواقع عسكرية إسرائيلية، أحدها معسكر تِسبوريت. وتشير تقارير صحيفة "The Telegraph" البريطانية إلى أن المعسكر تعرّض لضربة مباشرة بصاروخ باليستي بعيد المدى.
الصحافة الإسرائيلية مثل Ynet وكان KAN، وعلى الرغم من الرقابة العسكرية، أكدت بشكل غير مباشر وقوع الهجوم، مشيرة إلى أن القواعد المستهدفة تشمل: تل نوف، غليلوت، تِسبوريت، و"الكرياه" في تل أبيب، بالإضافة إلى معهد أمني استخباراتي.
تغطية إعلامية وتحفظ رسمي
لم تُنشر صور رسمية للقاعدة بعد الهجوم، ويُعزى ذلك إلى الرقابة العسكرية المشددة المفروضة على الإعلام الإسرائيلي فيما يخص الأهداف الحساسة. ومع ذلك، أثار استهداف المعسكر تساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا من محللين أمنيين إسرائيليين حول فاعلية الدفاعات الجوية ونجاح إيران في تجاوزها واستهداف منشآت عسكرية غير معروفة للعامة.
أهمية القاعدة العسكرية
استهداف تسبوريت لم يكن عرضيًا. فوفقًا لمحللين، فإنه:
- حلقة لوجستية مهمة في دعم الحرب البرية الإسرائيلية، وخاصة في الشمال.
- موقع آمن نسبيًا بعيد عن جبهات القتال، ما يجعله مركزًا لتجميع المدرعات دون مخاطرة مباشرة.
- مرتبط بأنظمة تطوير التكنولوجيا الدفاعية على المركبات، بالتعاون مع جهات صناعية عسكرية.
الخلاصة
يُظهر استهداف معسكر تِسبوريت حجم التحول في طبيعة المواجهة بين إيران والكيان. فالمعسكر، الذي لم يكن يُعرف كثيرًا خارج الدوائر العسكرية، أصبح فجأة هدفًا استراتيجيًا لصواريخ دقيقة، في عملية ترسل رسالة بأن عمق البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية لم يعد بعيدًا عن متناول القوة الصاروخية الإيرانية.
ورغم التكتم الإسرائيلي، فإن الضربة أظهرت أن مواقع الدعم اللوجستي – لا قواعد القتال فقط – باتت معرضة للخطر، مما يعكس تغيرًا نوعيًا في طبيعة الصراع وقدرات الرصد والاستهداف لدى إيران ومحور المقاومة.
هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة -ضمن خطة دفاعية ذكية- نحو 29 مركزاً عسكرياً وحيوياً واستراتيجيا، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.
مصادر:
The Telegraph – "Iran's missile hit 5 Israeli military bases in True Promise 3", satellite analysis-1
2- Mapcarta – Zipporit Military Base
https://mapcarta.com/W309999189
3- Times of Israel" – 5 bases hit in Iranian missile barrage”
الكاتب: غرفة التحرير