الإثنين 23 حزيران , 2025 04:25

الإمام الخامنئي: رمز عالمي للمقاومة

منذ ما بعد بداية العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الجمهورية الإسلامية في إيران، وفشل اغتيال قائد الثورة الإسلامية الامام السيد علي الخامنئي، من ثم تلميح رئيس حكومة الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو مراراً وتكراراً عن نيتهم اغتياله، وأن ذلك "سينهي الصراع مع إيران"، ومن بعدها تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العلني عبر منصة تروث. كل هذه التطوّرات، وكيف واجهها الإمام الخامنئي بصلابته المعهودة وحكمته الكبيرة، دفعت بالكثير من الإيرانيين والعرب والمسلمين والأحرار في العالم، الى التطلّع إلى قائد الثورة الإسلامية كقائد تحرير ونضال، يواجه مع شعبه والقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية بمفردهم، أمريكا وإسرائيل، أي رموز دول الاستكبار في العالم.

ونبدأ من داخل الجمهورية الإسلامية، التي أسقطت رهان أمريكا وكيان الاحتلال الإسرائيلي على تضعضعها منذ الأيام، سواء من خلال المواقف والفعاليات الفردية أو الجماعية للشعب الإيراني، وفي مواقف العلماء والشخصيات من مختلف الانتماءات، الذين توحدّوا ضد رفض العدوان، والتمسّك بالحقوق الوطنية، وضرورة مواجهة العدوان الإسرائيلي الأمريكي بكافة أشكال القوة وخاصةً العسكرية.

وفي هذا السياق، جاء بيان مهم بالموقف من العلماء السنة البلوش (في محافظة سيستان وبلوشستان)، التي وجهوها للإمام الخامنئي، بخصوص تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن واشنطن تعرف مكانه ولا تنوي تصفيته. وجاء في بيان دعم علماء أهل السنة البلوش لقيادة الجمهورية الإسلامية: "لقد تطاول الرئيس الأمريكي المجرم في تصريح سفيه وأحمق على المقام الرفيع لقائد الثورة الإسلامية، سماحة آية الله السيد علي خامنئي..". وأضاف البيان "إن هذه المرجعية العظيمة والشخصية البارزة في العالم الإسلامي، التي كانت ولا تزال نصيرة للمظلومين في هذا العالم، إنما تكنّ لها قوى الاستكبار العالمي هذا الحقد والعداء من منطلق العجز واليأس، وخشية من تنامي الصحوة الإسلامية وتأثير خطاب سماحته في أوساط الطلاب والعلماء حول العالم". وتابع البيان: "نحن أئمة الجمعة والجماعة ومدرّسي الحوزات العلمية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان (جنوب شرق إيران)، نُدين بشدة التصريحات السفيهة لقادة الاستكبار، ونعلن أن أيّ إساءة إلى قيادة الجمهورية الإسلامية تُعدّ إساءة إلى أرواح جميع المسلمين في العالم الإسلامي، وستُقابل برد قاس وساحق من قبل شعب الجمهورية الإسلامية اليقظ دوما، وجميع المؤمنين والأحرار في العالم".

أما على صعيد الفعاليات الشعبية العربية والإسلامية وعلى صعيد قوى المقاومة في المنطقة، فكان هناك إجماع على إعلان الاستعداد للمشاركة في التصدي للعدوان الإسرائيلي الأمريكي، والتحذير من المسّ بسلامة الإمام الخامنئي، لما له من موقعية عاطفية ودينية وسياسية وقيادية عند الكثير من مسلمي العالم.

وفي هذا الإطار جاء بيان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال في بيان له إنَّ "تهديدَ رئيس أميركا بالعدوان على المرجع الديني الأعلى والولي الفقيه الإمام الخامنئي (دام ظله)، والعدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هو عدوانٌ على كلِّ شعوب المنطقة وأحرار العالم. إنَّ أميركا تأخذ المنطقة إلى الفوضى وعدم الاستقرار، وتأخذ العالم إلى أزمات مفتوحة، ولن ينالها إلَّا الخزي والعار والفشل، من حق إيران أن تدافع عن نفسها، ومن حق شعوب المنطقة وأحرار العالم أن يكونوا مع القائد العظيم ومع إيران في خندقٍ واحد، ولسنا على الحياد في حزب الله والمقاومة الإسلامية بين حقوق إيران المشروعة واستقلالها، وبين باطل أميركا وعدوانها ومعها والغُدَّة السرطانية إسرائيل والمستكبرين. نحن إلى جانب إيران في مواجهة هذا الظلم العالمي، لأنَّنا مع استقلالنا وتحرير أرضنا وحريَّة قرارنا وخياراتنا. لسنا على الحياد، ولذا نُعبِّر عن موقفنا إلى جانب إيران وقيادتها وشعبها، ونتصرفُ بما نراه مناسبًا في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الأميركي الغاشم". مضيفاً بأنه "لن تتمكنَ أميركا الطاغية وإسرائيل المجرمة أنْ تُخضعَ الشعب الإيراني وحرس الثورة الإسلامية، هذا شعبٌ لا يُهزم، وقد أثبتت أيامُ العدوان الإسرائيلي الماضية صلابةَ هذا الشعب وتحدِّيه لكلِّ الضغوطات. كما أظهرت عجزَ إسرائيل وخسائرها الفادحة التي تُصيبها للمرة الأولى منذ سبع وسبعين سنة لاحتلال فلسطين، ولهاثها إلى طلب دعم أميركا في عدوانها، ومع ذلك فهذا لا يعفينا من مسؤولية أن نكون إلى جانب إيران ومعها بكل أشكال الدعم التي تساهم في وضع حدٍّ لهذا الجبروت والطغيان".

مواقف رسمية خارجية

أمّا على الصعيد الرسمي الخارجي، فكانت لافتة مواقف العديد من الدول والحكومات والشخصيات الرسمية الداعمة للجمهورية الإسلامية ولقائدها، والمُدينة للعدوان عليها ولأي تصعيد جنوني، كتصريح نتنياهو وتلميح ترامب الى اغتيال الإمام الخامنئي، وبخاصة الدولة الروسية.

فقد حذرت الرئاسة الروسية "الكرملين" إسرائيل من مغبة اغتيال الإمام الخامنئي، مشيرةً أن رد فعلها سيكون "سلبيا للغاية". وأضاف المتحدث باسم "الكرملين" ديمتري بيسكوف بأن قيادة بلاده لن توافق على ذلك بالمطلق. لافتاً بأن "تغيير النظام في إيران لا يمكن تصوره"، وأنه "يجب أن يكون هذا غير مقبول، وينبغي أن يكون من غير المقبول لأي شخص أن يتحدث عن هذا الأمر". محذراً بأن "على من يتحدثون عن ذلك أن يضعوا ذلك في اعتبارهم، فهم سيفتحون صندوق باندورا (كناية عن انطلاق الشرور)".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور