الإثنين 23 حزيران , 2025 03:32

بعد التدخل الأميركي الكرة في ملعب إيران

ترامب يعلن استهداف أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية

بسبب التدخل الأميركي المباشر في الحرب ضد إيران، من خلال قصف منشآتها النووية، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد. لم تعد الولايات المتحدة مجرّد داعم للكيان في الخفاء، بل أصبحت طرفاً صريحاً في العدوان، وبحسب مقال نشره موقع "ذا ناشيونال انترست" وترجمه موقع الخنادق الإلكتروني، يظهر الكاتب أن هذا يُحتّم على طهران الردّ بشكل مدروس لكن حتمي، دفاعاً عن سيادتها وقدراتها الردعية. المقال يسلّط الضوء على هذه اللحظة المفصلية التي تبدو فيها الخيارات أمام إيران مختلفة وواسعة، ومن المؤكد أن القرار بات في يد طهران لا واشنطن. فالردّ الإيراني المرتقب لن يكون فقط لتأديب المعتدي، بل لحماية مشروع استراتيجي أكبر يُهدَّد الآن من تحالف علني بين واشنطن وتل أبيب.

النص المترجم:

حتى مساء يوم السبت، 21 يونيو/حزيران، أصبح دونالد ترامب رئيساً في زمن الحرب. وهذا يختلف كثيراً عما بدا عليه ترامب عند بداية ولايته، حيث كان يعد بخفض النزاعات القائمة والامتناع عن إشعال نزاعات جديدة. لكن، على الرغم من حبه لوصف نفسه صانع سلام، لم يعد بإمكان ترامب الاستمرار في هذه المسرحية. للأفضل أو للأسوأ، لقد قاد الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران.

هناك على الأقل ثلاثة أسباب تدعو للتوقع بأن إيران لن تسمح لهذه الغارات الجوية بالمرور دون تداعيات جدية:

أولاً، لدى إيران دوافع قوية للرد على الولايات المتحدة، لأن التهاون قد يعني إعطاء الضوء الأخضر لمزيد من الهجمات الأمريكية على الأراضي الإيرانية. فما الرسالة التي سترسلها طهران إذا سمحت لقصف المواقع النووية دون عقاب؟ ولردع القادة في واشنطن عن مهاجمة إيران مجدداً، قد تستنتج الحكومة الإيرانية أن الرد العسكري واسع النطاق ضروري، بغض النظر عن التكاليف قصيرة المدى التي قد تتحملها إيران.

ثانياً، لدى كبار قادة إيران مخاوف مبررة من أن أعداءهم في الخارج يسعون لإحداث تغيير في النظام. ينفي ترامب أن يكون هذا هدف الحرب، لكنه يواجه ما يُعرف بـ "مشكلة الالتزام" أي أنه على الأرجح لا يستطيع إقناع إيران بأنه صادق فيما يقول.

وقد لمح مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون في الأيام الأخيرة إلى احتمال اغتيال المرشد الأعلى لإيران. كما دعا بعضهم صراحة إلى إسقاط الجمهورية الإسلامية. وإذا استنتجت الحكومة الإيرانية أن هناك حملة أوسع تُخطط، فقد تختار ضرب القوات الأمريكية في المنطقة بشكل استباقي قبل فوات الأوان.

ثالثاً، سيواجه قادة إيران ضغوطاً هائلة داخلياً للوقوف في وجه المعتدين الأجانب. من واجب كل حكومة توفير الأمن لشعبها، أو على الأقل إظهار ذلك.

لا شك في أمر واحد: القرار بشأن ما سيحدث لاحقاً سيكون بيد صناع القرار في طهران، لا في واشنطن. المخاطر كبيرة للغاية، حيث يوجد أكثر من 40 ألف جندي وضابط بحري وجوي أمريكي متمركزين في المنطقة، وكلهم ضمن مدى صواريخ وقدرات إيران.

قد يتم اعتراض بعض صواريخ وطائرات إيران المسيرة قبل أن تتمكن من إصابة أو إحداث أضرار للأفراد الأمريكيين، لكن من المؤكد أن بعضها سيتجاوز الدفاعات. تماماً كما استُهدفت أحياء في تل أبيب ومستشفى في بئر السبع بصواريخ إيرانية، فإن القواعد الأمريكية في سوريا والعراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات ستتعرض للهجوم إذا تم توجيه كمية كافية من القوة النارية الإيرانية نحوها.

ثم هناك احتمال أن تغلق إيران مضيق هرمز، وهو إجراء قد يدفع أسعار الطاقة إلى ارتفاع قياسي. البرلمان الإيراني قد أقر بالفعل هذا الإجراء، ولا يُعرف كيف يمكن للولايات المتحدة عكسه دون اللجوء إلى استخدام قوة ساحقة. كما أظهرت الحرب التي يخوضها ترامب ضد الحوثيين في اليمن، فإن الضربات الجوية وحدها قد لا تكفي لإجبار إيران على الخضوع.

كيف سيرد ترامب على هجمات واسعة النطاق على الأصول الأمريكية في الخليج أو في المنطقة الأوسع؟ هل سيتمكن من مقاومة الضغوط لوضع "جنود على الأرض" إذا فشلت الضربات الجوية في إجبار إيران على الاستسلام؟ ومن المستحيل التكهن بكيفية تغير الرأي السياسي في حال وقوع هجمات مدمرة على القوات الأمريكية والمنشآت العسكرية والشحن التجاري.

لم يمضِ على ولاية الرئيس سوى أقل من نصف عام، ولم ينجح بعد في تحقيق أي انتصار عسكري أو إنهاء أي حروب. لكنه الآن دخل في حرب، ولا يمكن التنبؤ إلى أين ستسير هذه المواجهة.


المصدر: The National Interest

الكاتب: Peter Harris




روزنامة المحور