شكّل التصعيد العسكري بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان المؤقت خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 15 حزيران/يونيو 2025 محطة فارقة في مسار المواجهة المفتوحة بين الطرفين، حيث تداخلت فيها الأدوات العسكرية الحديثة من ضربات جوية وعمليات سيبرانية وهجمات صاروخية دقيقة، بما يعكس تحولًا نوعيًا في طبيعة الاشتباك وآلياته.
في هذا السياق، لم تعد المواجهة تُقاس بنتائج ضربة واحدة، بل باتت تدور في إطار مراكمة النقاط ضمن حرب طويلة الأمد، تهدف إلى استنزاف الخصم تدريجيًا، وتحقيق مكاسب سياسية ونفسية واستراتيجية على المستويين الداخلي والخارجي.
أولاً: نقاط لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية
المستويات المستهدفة:
1-المستوى القيادي (مكتب نتنياهو في برج دا فينشي/ الضباط والجنود في الغرفة المحصنة/...)
2-المستوى الفني التقني (تجهيزات و...)
3-المستوى الاستخباراتي.
4-المستوى العلمي والتكنولوجي.
5- المستوى اللوجستي.
6- المستوى الاقتصادي (الحصار...).
7- مستوى القدرات العسكرية (مطارات، قواعد عسكرية ...).
8- المستوى النفسي لدى الجيش والمستوطنين.
إيران قصفت 37 هدفاً عسكرياً وحيوياً:
1- قاعدة تل نوف الجوية.
2- حقل الغاز "تمر".
3-منزل الوزير السابق داني نافيه.
4-قاعدة نيفاتيم الجوية.
5-مستوطنة روش بينا.
6-قاعدة ميرون.
7-مقر الموساد في قاعدة غليلوت.
8-منطقة سافيون محيط مطار بن غوريون.
9-الغرف المحصنة الإسرائيلية تحت نيران الصواريخ الإيرانية.
10-رعنانا هدف إيراني في قلب الكيان.
11-المركز اللوجستي لشعبة الاستخبارات الإسرائيلية (أمان).
12-محيط مبنى القنصلية الأميركية في تل أبيب.
13-رامات أفيف.
14-قاعدة غيفع في شمال فلسطين المحتلة.
15-مصفاة بازان في حيفا.
16-مكتب نتنياهو في برج دا فينشي ومحيط وزارة الحرب.
17-معسكر "تسيبوريت" في مرمى الصواريخ الإيرانية.
18-مبنى وزارة الداخلية في حيفا.
19-محطة إشكول لتوليد الكهرباء.
20-منطقة أسدود.
21-مستوطنة حولون.
22-حديقة غاف يام نيغيف التكنولوجية.
23-مركز البورصة في تل أبيب.
24-منطقة "رامات غان".
25-مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في بئر السبع (مقابل مستشفى سوروكا).
26-حي "نيفيه تسيدك" الاستيطاني.
27-معهد وايزمان للعلوم (عقل الكيان النووي).
28-مدينة ريشون لتسيون.
29-مدينة بتاح تكفا.
30-هرتسيليا ضربة إيرانية نوعية تخترق عمق الاستخبارات الإسرائيلية.
31-منطقة بات يام.
32-الكرياه وقاعدة رابين.
33-حديقة بنيامين.
34-حي بني براك.
35-ساحة هارد أرينا في بئر السبع.
36-مدينة كريات جات الصناعية والعسكرية.
37-المعهد البيولوجي في نس تسيونا.
أهم الصواريخ البالستية الإيرانية المستخدمة:
1-قدر.
2- سجيل.
3-خيبر شكن (كاسر خيبر).
4-فتّاح 1 (فرط الصوتي).
5- خرمشهر.
6- عماد.
7- صاروخ قاسم سليماني (فرط الصوتي).
8- شهاب 3.
أهم المسيّرات الإيرانية المستخدمة:
-شاهد 136 الانقضاضية (الانتحارية).
- مسيّرة آرش.
التقديرات الإسرائيلية لعدد الصواريخ والمسيّرات:
-أطلقت الجمهورية الإسلامية 547 صاروخا في 42 رشقة، 36 منها في أماكن مأهولة حسب الجيش الاحتلال.
-اعترضت منظومات الدفاع الإسرائيلي 222 صاروخا، فيما بقي 272 صاروخا لم تستطع اعتراضها وسقطت في أماكن مفتوحة.
- 50 الى 60 صاروخا أصابوا الجبهة الداخلية حسب مركز علما للأبحاث.
-أطلقت إيران نحو 1150 طائرة مسيّرة تم اعتراض 300 منها، أما بقيّة المسيّرات فقد تم اعتراضها خارج حدود الكيان.
التقديرات الإسرائيلية للخسائر المالية وكلفة الحرب:
-كلفة الحرب اليومية مليار و200 مليون دولار، أي 14مليار و400 مليون دولار خلال 12 يوما.
-أضرار ودمار نحو 5 مليار شيقل (مليار و350 مليون دولار).
-مقتل 28 إسرائيليا، و3430 جريح/ 11000 تضررت منازلهم.
-50 ألف مستوطن إسرائيلي تقدّموا بشكاوى وطلب تعويضات لممتلكاتهم.
ثانيًا: تحليل البيانات
يمكن تحديد الغلبة النسبية في المواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعدو الصهيوني خلال أيام 13–15 حزيران/يونيو 2025 على النحو التالي:
- استباحة الصواريخ الإيرانية للأجواء الإسرائيلية، من خلال فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية والأميركية المتعددة الطبقات في اعتراض أكثر من نصف الصواريخ الإيرانية.
- ميل الكفة إلى إيران من حيث عدد وتنوع الأهداف، ومدى رمزيتها وتأثيرها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
- إيران تمتلك أفقاً تصعيدياً أوسع من إسرائيل، التي أظهرت علامات الاستنزاف العملياتي والاعتماد على الحلفاء.
-ظهر في البيّن أن إيران تستطيع مواصلة الحرب فترة طويلة، اما إسرائيل فشعرت بخطورة الاستنزاف وعدم قدرتها على التكيف معه، لهذا طلب نتنياهو ومن دول إقليمية التدخل الأميركي المباشر لوقف إطلاق النار.
- كلا الطرفين تعرّضا لخسائر، لكن إيران صمدت دون انهيار دفاعي، بينما إسرائيل تلقّت الضربات المباشرة على تل أبيب هي الأولى من نوعها في تاريخ الكيان منذ 1973، مما يُعتبر نقطة ضعف معنوية كبيرة للكيان.
- أظهرت إسرائيل تفوقًا تقنيًا وجوياً، لا سيما مع مساعدة سلاح الجو والتكنولوجيا الأميركية والغربية، لكن الخرق الإيراني لأهداف حساسة داخل تل أبيب يدل على ضعف استخباراتي دفاعي كبير لديها، وعلى قدرة الصواريخ الإيرانية بالوصول الى أي نقطة في الكيان.
ثالثًا: الاستنتاج
الغلبة النسبية مالت إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إطار حرب "تراكُم الردع" والنقاط، خصوصًا مع نجاحها في:
- فرض معادلة "الرد على العمق بالعمق".
- ضرب أهداف حساسة في قلب تل أبيب والكيان.
- إثبات جاهزية منظومتها الصاروخية الدقيقة رغم الحصار والتخريب.
- التنسيق الميداني بين الصواريخ الباليستية، المسيّرات الانتحارية، والحرب السيبرانية، ضمن رؤية استراتيجية وخطة ذكية موضوعة مسبقة وجدول زمني مدروس.
- إيران كسبت نقاطًا في ميدان التكامل العملياتي رغم الحصار التكنولوجي والعقوبات، بينما بدا العدو معتمدًا بشكل مفرط على الدعم الغربي.
- الحفاظ على قدرات إيران العملياتية والاحتياطي الاستراتيجي.
- تفوّق إيران في مراكمة النقاط والردع التراكمي لا كسب الحرب دفعة واحدة، كما ربحت معركة الصورة.
هذا وأطلقت الجمهورية الإسلامية خلال العدوان الإسرائيلي الأميركي الذي استمر 12 يوماً (13 - 25 حزيران 2025)، ضمن رؤية استراتيجية وخطة دفاعية موضوعة مسبقاً، مئات الصواريخ البالستية وفرط الصوتية والطائرات المسيّرة نحو العمق الإسرائيلي، مستهدفة عشرات المراكز العسكرية والحيوية والاستراتيجية، ما أجبر قادة تل أبيب على الرضوخ وطلب وقف إطلاق النار.
الكاتب: غرفة التحرير